لماذا نخاف من كلمة “لا”؟

كلمة “لا” صغيرة، لكنها ثقيلة في ميزان العلاقات. كثيرون منا يحملونها في قلوبهم، لكنهم يعجزون عن النطق بها، وكأنها جرمٌ اجتماعي لا يُغتفر. هذا التردد لا ينبع من الضعف، بل من تراكمات اجتماعية وثقافية جعلتنا نربط الرفض بالجحود، وكأننا نغلق الباب في وجه من يحتاجنا.

في مجتمعاتنا العربية، التي تقوم على مبدأ “الفزعة” و”الخدمة”، يُنظر إلى من يرفض الطلبات على أنه جاحد أو متكبّر. سمعنا منذ الصغر “الناس للناس” و”لا ترد السائل”، لكننا لم نتعلم أن المساعدة الحقيقية لا تأتي على حساب النفس. تقول سوزان نيومان:
“الرفض لا يعني الأنانية، بل هو شكل من أشكال احترام الذات.”

تُشير الكاتبة إلى أن معظم الذين لا يستطيعون قول “لا“، لا يفعلون ذلك بدافع الكرم فقط، بل بدافع الخوف من الشعور بالذنب. تمامًا كما نقول في المثل: “اللي ما يرضى يزعلوه، واللي يرضى يحملوه”. هذا الشعور بالذنب يتحوّل إلى سلاسل خفية تربطنا بطلبات الآخرين، ولو كانت على حساب صحتنا، وقتنا، وحتى راحتنا النفسية.

تروي سوزان قصة امرأة تُدعى “ليندا”، كانت توافق دائمًا على مساعدة زميلاتها في العمل رغم أنها مثقلة بمهامها. كانت تخشى أن تُوصف بأنها “غير متعاونة”، ومع الوقت أصبحت تشعر بالإرهاق والتوتر المزمن. لم يكن السبب ضغط العمل فقط، بل عدم قدرتها على حماية حدودها الشخصية. تقول الكاتبة عن هذه الحالات:
“الناس الطيبون أكثر من يُستَغلّون، لأنهم لا يعرفون كيف يضعون حدودًا واضحة.”

هذه الكلمات تختصر مأساة كثيرين، ممن يبتسمون بينما قلوبهم تتألم، فقط لأنهم لا يريدون أن يُحرجوا أحدًا. في مجتمعاتنا، يُربط الرفض بالقطيعة، وكأن “لا” تعني قطع صلة أو إنهاء علاقة. ولكن الحقيقة التي تسعى سوزان لتأكيدها أن قول “لا” ليس نهاية العلاقة، بل بداية علاقة صحية مبنية على التفاهم والاحترام المتبادل.

الكتاب يبدأ من هذه النقطة تحديدًا: تفكيك هذا الخوف المزروع فينا من كلمة “لا”، وكشف تأثيراته العميقة على صحتنا النفسية وسعادتنا اليومية. تقول نيومان:
“حين تقول نعم للجميع، فأنت تقول لا لنفسك باستمرار.”
وهذا ما يدفعنا لإعادة التفكير، لا في ردودنا فقط، بل في أولوياتنا أيضًا.

الناس الذين لا يعرفون قول “لا”

في كل بيت، وفي كل دائرة عمل أو مجموعة أصدقاء، يوجد ذلك الشخص الذي يقال عنه “ما يردّ أحد”، أو كما نقول بالعامية: “ما يعرف يقول لا”. هذا النموذج شائع، لكنه مُرهق. لا يظهر تعبه للعيان، بل يحمله في صدره بصمت، وهو يُرضي الجميع على حساب راحته، فقط ليحافظ على صورته الطيبة.

تُسمي سوزان نيومان هؤلاء بـ”المُرضين المزمنين”. إنهم لا يرفضون لأنهم طيبون فحسب، بل لأنهم يربطون قيمتهم الشخصية برضا الآخرين عنهم. تقول:
“المُرضي يعتقد أن قيمته تُقاس بعدد المرات التي يقول فيها نعم، لا بعدد المرات التي أنقذ فيها نفسه من الإنهاك.”

أحد الأمثلة المؤثرة في الكتاب هي قصة “كارين”، وهي أم لثلاثة أطفال، تعمل بدوام كامل، ورغم ذلك لا ترفض أي طلب يأتي من المدرسة أو الأهل أو الجيران. ذات يوم، انهارت من التعب أثناء تنظيم فعالية تطوعية لم تُطلب منها رسميًا، لكنها تطوعت لها لأنها “لم تستطع قول لا”. هذه القصة ليست نادرة. كم من أمهات في عالمنا العربي يتحملن فوق طاقتهم فقط خوفًا من أن يُقال عنهن إنهن “مقصّرات” أو “أنانيات”؟

ثم يأتي الصنف الآخر الذي تتحدث عنه الكاتبة: الخائف من الرفض أو خسارة العلاقات. هذا النوع لا يرفض لأنه يعتقد أن “لا” ستدفع الناس بعيدًا عنه، وأن الرفض يعني خسارة المحبة أو التقدير. في البيئة العربية، حيث تُقدَّر العلاقات والصلات الاجتماعية أكثر من أي شيء آخر، يصبح من الصعب على البعض أن يقول “لا” دون أن يشعر بأنه يخذل من يحبهم.

مثلًا، الرجل الذي لا يستطيع أن يرفض طلب قريب يريد قرضًا ماليًا، لأنه يخشى أن يُقال عنه “قاطع رحم” أو “ما فيه خير”، رغم أن ظروفه لا تسمح. أو الفتاة التي توافق على التزامات لا تليق بها فقط حتى لا تُغضب أهلها أو صديقاتها.

توضح نيومان أن الخوف من خسارة الآخرين يُعمّق من شعور الضعف الداخلي، وتقول:

“إذا كنت تخشى أن يخذلك الآخرون بسبب كلمة (لا)، فاعلم أنهم ليسوا كما ظننتهم.”

وتقترح الكاتبة أن نبدأ بمراقبة أنماطنا السلوكية: هل نوافق بسرعة؟ هل نشعر بالضيق بعد أن نوافق؟ هل نقول “نعم” ثم نلوم أنفسنا؟ هذه الأسئلة تفضح جذور المشكلة، وتكشف أن قول “نعم” المستمر ليس نابعًا من الحب فقط، بل من الخوف أيضًا.

الشعور بالذنب – سلاح خفي ضد إرادتك

الذنب، حين يُزرع في القلب، يتحول إلى سلاحٍ ناعم يوجَّه ضد صاحبه. هذا الشعور ليس طبيعياً دائماً، بل يُغذّى أحياناً من قبل الآخرين، الذين يعرفون تماماً كيف يضغطون على الزرّ المناسب ليجعلوك تشعر أنك خذلتهم، فقط لأنك قلت “لا”.

تتحدث سوزان نيومان في هذا الفصل بصراحة عن أن كثيرًا من الناس لا يطلبون الأشياء ببساطة، بل يُلّوحون بالشعور بالذنب كسلاح غير مرئي. تقول:
“الشخص الذي يعرف أنك لا ترفض بسهولة، سيستخدم عاطفتك كوسيلة ضغط، وليس كجسر للتفاهم.”

تروي قصة “جين”، وهي سيدة كانت كلما رفضت دعوة والدتها لزيارتها في نهاية الأسبوع، تسمع عبارات مثل: “منذ أن كبرتِ، ما عدتِ تذكرين أمك”، أو “ربيتك وتعبت عليكِ، واليوم مشغولة عني”. هذه العبارات لم تكن مجرد كلمات، بل كانت سهاماً موجهة إلى عاطفتها، تشحنها بالذنب، وتجعلها تُغيّر رأيها، على حساب راحتها أو التزاماتها الأخرى.

في مجتمعاتنا، نسمع عبارات مشابهة كثيرًا: “أنا ما عندي غيرك”، “مين غيري بيحتاجك؟”، “بتقصر في حقي؟”، وهي كلمات قد تبدو بريئة، لكنها تُستخدم أحيانًا كوسيلة لإرغامنا على الموافقة، ولو كنا لا نريد.

تفرّق نيومان هنا بين التعاطف والضعف العاطفي. التعاطف هو أن تشعر بالآخر، أن تضع نفسك مكانه، ولكن دون أن تُلغي نفسك. أما الضعف، فهو أن تتحول مشاعرك إلى أداة بيد الآخرين، يلوّحون بها متى أرادوا، ويحرّكون قراراتك كما يشاؤون.

تقول الكاتبة:
“ليس كل طلب عاطفي هو طلب مستحق. أحياناً يكون الشعور بالذنب هو القناع الذي يلبسه التلاعب.”

وهنا تظهر أهمية التوازن: أن تكون إنسانًا عطوفًا لا يعني أن تُصبح ضعيفًا. وكما يُقال في المثل: “اللي يرحم، ما ينسى يرحم نفسه.” فليس من الرحمة أن تقول نعم للجميع بينما قلبك يصرخ بالرفض.

تقترح سوزان أن ننتبه لكل شعور بالذنب يراودنا بعد الرفض. هل هذا الذنب حقيقي؟ أم مزروع؟ هل نشعر به لأننا أخطأنا فعلاً، أم لأننا فقط خالفنا توقعات الآخرين؟ الإجابة عن هذه الأسئلة تفتح الباب لفهم أعمق لأنفسنا، وتمنحنا القوة لنفصل بين ما نريد، وما يُفرض علينا تحت غطاء العاطفة.

حيل ذكية لقول “لا” بلطف وثقة

قول “لا” لا يعني أن تكون قاسيًا، ولا يعني أنك أغلقت الباب في وجه الناس. بل هو فن، والذكي من يُتقنه دون أن يجرح أو يُحرج. في كتابها كيف تقول لا، تقدم سوزان نيومان مجموعة من الحيل والجمل العملية التي تساعد أي شخص أن يرفض بأدب، ولكن بحزم، دون أن يفقد ماء وجهه أو يدخل في صراع داخلي.

في البداية، تُؤكد الكاتبة أن المفتاح الحقيقي هو أن تقول “لا” دون شرح مفرط. كلما زادت المبررات، زادت فرص التشكيك فيها والضغط عليك. وكما تقول:
“كلمة (لا) تكفي وحدها، ولكن إن أردت الإضافة، فليكن ذلك للتهذيب، لا للتبرير.”

🟢 جمل عملية مقترحة من الكتاب:

  • “أتمنى أقدر أساعدك، لكن عندي التزام لا يمكن تأجيله.”
  • “أنا حقاً بحاجة لأن أقول لا هذه المرة، حتى أتمكن من الالتزام بما هو بيدي الآن.”
  • “أحترم طلبك، لكن لن أستطيع تلبية هذا الشيء في الوقت الحالي.”
  • “لا أشعر بالارتياح للموافقة، وأفضل أن أكون صادقاً معك.”

مثل هذه الجمل تحميك من الشعور بالذنب، وتنقل للآخرين أنك تحترمهم ولكنك أيضًا تحترم نفسك ووقتك.

🟢 أساليب لتقليل التوتر عند الرفض:

  1. تمارين التنفس قبل الرد: قد تبدو بسيطة، لكنها فعّالة. تأخذ نفسًا عميقًا قبل أن ترد، لتمنح نفسك وقتًا للتفكير، وتكسر التوتر.
  2. اكتب الرد مسبقًا: خاصة في الرسائل أو المكالمات، لا بأس أن تكتب ردك، وتعيد قراءته، لتشعر بالراحة.
  3. ابدأ بـ”شكراً” ثم “لا”: مثل: “أشكرك على ثقتك، لكنني مضطر لرفض الطلب.” البداية بلغة تقدير تخفف وقع الرفض على الطرف الآخر.
  4. التدريب الذاتي: يمكنك أن تتدرّب على قول “لا” في مواقف بسيطة يوميًا، مثل رفض إعلان تسويقي، أو تأجيل لقاء غير ضروري، حتى تصبح أكثر راحة.

تشدد نيومان على أهمية استخدام نبرة صوت ثابتة وواثقة. لا تتحدث بتردد أو اعتذار زائد، لأن الناس لا يسمعون فقط الكلمات، بل يقرأون ما خلفها من خوف أو ارتباك.

تحكي الكاتبة عن شخص يُدعى “دان”، كان يعاني من الشعور بالذنب كلما رفض طلباً في العمل. بدأ يتدرب على الرفض بأدب، ومع الوقت لاحظ أن الناس بدأوا يحترمونه أكثر، لا أقل. وهنا جوهر الفكرة: الناس يحترمون من يعرف حدوده.

وفي ثقافتنا، نقول: “إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده.” فالطيبة الزائدة دون حدود تتحول إلى استنزاف شخصي، وتُفقدك احترامك لذاتك قبل احترام الآخرين لك.

الناس لا يُقدّرون الشخص الذي يوافق دائمًا، بل يرون في ذلك ضعفًا، حتى لو لم يقولوه صراحة. أما الذي يقول “لا” بأدب وثقة، فهو يُرسي حدودًا واضحة تُجبر الآخرين على احترامها، تمامًا كما قال أحد المقولات في الكتاب:

“إن قولك (لا) ليس رفضًا للناس، بل دفاع عن وقتك، وكرامتك، وحاجاتك الخاصة.”

فكلما مارست هذا الفن، شعرت بالخفة والوضوح. لم تعد تراوغ، ولا تعيش حالة صراع داخلي بين ما تريده، وما يريده الآخرون منك. يصبح صوتك الداخلي أوضح، وأكثر احترامًا لذاتك.

ردود الفعل – كيف تتعامل مع من يغضب من “لا”؟

قولك “لا” ليس نهاية المطاف، بل أحيانًا هو بداية اختبار جديد: اختبار ردود أفعال الآخرين.

بعض الناس سيتقبلون رفضك بهدوء، والبعض الآخر، وخاصة من تعوّدوا أن تقول “نعم” دائمًا، قد ينفعلون أو يغضبون أو يحاولون إلقاء اللوم عليك. وهنا تبدأ لعبة الضغط النفسي، والابتزاز العاطفي.

تُسمّي سوزان نيومان هؤلاء الأشخاص بـ “المتحكمين العاطفيين” – الذين يملكون قدرة خارقة على قلب الطاولة وجعلك تشعر بالذنب لمجرد أنك وضعت حدودًا.

تقول:
“حين تقول لا لأول مرة، سيتفاجأ من اعتاد على طاعتك. سيتهمك بالأنانية، أو بالبرود، أو بالتغيّر. لا تنزعج، هذه ضريبة التحرر.”

كيف تتعامل مع ردود الفعل الغاضبة؟

كثيرًا ما نواجه ردود أفعال درامية عند الرفض. قد يقول أحدهم: “ما كنت أتوقع منك هالرد”، أو “ظنيتك غير عن الناس.” هذه الجُمل مغطاة بطابع عاطفي، لكنها تهدف إلى نفس الشيء: تجعلك تندم على موقفك.

وللتعامل مع هذه المواقف، تقدم الكاتبة عدة تقنيات فعالة:

1. افصل نفسك عن العاصفة

لا تُدافع فورًا، ولا تبرر أكثر من اللازم. فقط قل: “أفهم أنك مستاء، لكنني متمسك بموقفي.” هذا الرد يهدئ التوتر دون أن يُضعفك.

2. كرر موقفك بثقة

عندما يُعاد الضغط عليك، أعد نفس الجملة بهدوء:
“أعتذر، لن أتمكن من فعل ذلك.”
كلما ثبتت على موقفك، كلما فهِم الطرف الآخر أن التلاعب لا ينفع معك.

3. لا تدخل في لعبة الاتهامات

إذا اتُّهمت بأنك أناني أو متغير، لا تُقابل الاتهام بهجوم. فقط قل: “أقدّر رأيك، لكنني أحتاج أن أكون صادقًا مع نفسي.”

4. اعرف متى تصمت ومتى توضّح

الصمت أحيانًا أقوى من ألف تبرير. إذا شعرت أن الطرف الآخر يُريد فقط السيطرة، لا النقاش، فلا تُطِل الحديث. أما إن كان شخصًا مقرّبًا ويستحق التوضيح، فافعل ذلك بهدوء، دون اعتذار، بل بشرح ناضج ومحترم.

كما تقول سوزان:
“ليس عليك أن تربح كل حوار، ولكن عليك أن لا تخسر نفسك في كل مرة.”

وفي ثقافتنا، هناك حكمة قديمة تقول: “الكلام اللي ما يوصل، السكوت أبلغ منه.”، وهذا ما ينطبق تمامًا على بعض المواقف التي يكون فيها الصمت احترامًا لذاتك، لا تهربًا من المواجهة.

تشير  سوزان إلى قصة من الكتاب لرجل يُدعى “مايكل”، واجه صعوبة في رفض طلبات أخته التي دائمًا ما كانت تستغله في المهام العائلية. وفي أول مرة رفض، اتهمته بالجحود. لكنه بقي ثابتًا، ومع الوقت تغيّر سلوكها معه، وأصبحت تُراعي وقته أكثر. الثبات يولّد الاحترام، ولو بعد حين.

بناء شخصية واثقة تعرف متى تقول نعم ومتى تقول لا

في نهاية المطاف، الأمر لا يتعلق فقط بكلمة “لا”، بل يتعلق بهوية كاملة، ونظرة جديدة للحياة. الشخص الذي يعرف متى يقول “نعم” ومتى يقول “لا”، هو شخص يعرف نفسه، ويحترمها، ولا يسمح لأحد أن يتجاوز حدوده.

تؤكد سوزان أن قول “لا” لا يعني القسوة أو الأنانية، بل هو شكل من أشكال النضج العاطفي.

“أن تقول (لا) وأنت مرتاح الضمير، هو أن تمنح نفسك الإذن لتعيش الحياة التي تناسبك، لا التي يُمليها عليك الآخرون.”

أن تعيش على مقاسك أنت

الإنسان الناضج يوازن بين العطاء والراحة، بين المشاركة والخصوصية. يُمكنه أن يساعد من يحب، لكنه لا يُلزم نفسه بما يفوق طاقته. يقول “نعم” عندما يشعر بذلك حقًا، ويقول “لا” عندما يعلم أن مصلحته النفسية تستدعيها.

خطوات لبناء هذه الشخصية:

  1. تدرّب على الرفض التدريجي: ابدأ بالمواقف الصغيرة، مثل رفض مكالمة طويلة وأنت متعب، أو رفض طلب لا يناسب وقتك.
  2. راجع أولوياتك: كل “لا” تقولها، تعني “نعم” لشيء آخر مهم: وقتك، راحتك، مشروعك، أو حتى صحتك.
  3. اكتب حدودك بوضوح: بعض الأشخاص يحتاجون إلى سماعك تقول: “أنا لا أستطيع التفرغ في نهاية الأسبوع.” كلما كررت هذا، ثبت في أذهانهم.

ختاما – قل “لا” لتقول “نعم” لنفسك

في النهاية، ليس الهدف من كتاب كيف تقول لا أن تُصبح إنسانًا رافضًا لكل شيء، بل أن تُصبح شخصًا حرًا، يعرف متى يعطي ومتى يحتفظ بنفسه لنفسه.
كلمة “لا” ليست علامة أنانية، بل دليل على النضج، والوضوح، واحترام الذات.

لذا لا أحد سيمنحك احترامًا دائمًا إذا لم تحترم نفسك أولًا. الأشخاص الذين تُرضيهم دائمًا، لن يتذكروا ذلك حين تحتاجهم. أما الذين يعرفون حدودك ويقدّرونها، فهم من يستحقون وقتك وطاقتك.

فالوقت ثمين، والطاقة محدودة، والحياة أقصر من أن نقضيها نحاول أن نُرضي كل من حولنا.

❖ كن حازمًا دون قسوة.
❖ كن لطيفًا دون أن تفرّط في نفسك.
❖ وكن شجاعًا في حماية وقتك وحدودك، لأن من لا يحمي حدوده، يعيش عالقًا في حدود الآخرين.

قل “لا” بثقة، لتقول “نعم” لنفسك، لحريتك، لحياتك التي تستحق أن تُعاش على طريقتك، لا على إيقاع غيرك.

Click to rate this post!
[Total: 0 Average: 0]