الحياة لا تسير على وتيرة واحدة. كل واحد منا مرّ بلحظة سقط فيها، سواء كانت خيبة في علاقة، أو فشل في عمل، أو حتى كلمة جارحة هزّت أعماقه. وفي عالمٍ يعظّم القوة الظاهرة، ويخجل من الضعف، تأتي برينيه براون لتقول شيئًا مغايرًا تمامًا: “الشجاعة لا تعني الانتصار فقط، بل أن تنهض بعد أن تقع، أن تتحدث بعد أن تُخذل، أن تكشف ضعفك ولا تخجل منه.”

كتاب النهوض بقوة دعوة صادقة لتجاوز الألم، لفهم النفس من الداخل، ولرؤية الانكسارات لا كعلامات ضعف، بل كبوابات إلى الوعي والنمو. ما تسميه براون “رحلة النهوض” لا تسير في خط مستقيم،بل طريق مليء بالتقلبات، تشبه كثيرًا الصعود إلى قمة جبلٍ شاهق: يتطلب أن تتوقف أحيانًا لتلتقط أنفاسك، أن تعود خطوة للخلف كي ترى الطريق أوضح، وأن تثق بأن كل خطوة – حتى لو كانت مؤلمة – تقربك من نفسك.

تستند الكاتبة إلى أكثر من 12 عامًا من البحث في مجالات الشجاعة، والخجل، والتعاطف، والضعف. وتنسج خلال فصول الكتاب عشرات القصص من الحياة اليومية – من قصص أمهات وآباء، إلى مدراء أعمال، وعلاقات زوجية – وتكشف كيف يمكن للصدق العاطفي أن يكون نقطة التحول الحقيقية.

في الثقافة العربية، كثيرًا ما نسمع مثلًا يقول: “اللي يقع ما يعيب، العيب اللي ما يقوم.” وهذا باختصار جوهر الكتاب. لا أحد محصّن من السقوط، ولكن ما يميز الإنسان حقًا هو استعداده للنهوض بطريقة واعية، لا بتجاهل الألم أو التظاهر بتجاوزه.

لا تبيع براون الأمل الزائف، بل تحفر عميقًا في الجراح، وتعلمنا كيف نعيش مشاعرنا كما هي، دون مكابرة ولا تجميل. تقول: “إذا أردنا أن ننهض بقوة، علينا أولًا أن نتعلم كيف نسقط بشجاعة.”

السقوط جزء من الحياة

الحياة لا تمضي دائمًا كما نخطط. أحيانًا تضعنا في اختبارات لم نحسب لها حسابًا، فنجد أنفسنا في دوامة من المشاعر، كمن سقط أرضًا فجأة وهو يظن أنه يسير بثبات. وهنا تبدأ الحكاية، لا في السقوط، بل فيما بعده.

برينيه براون لا تتحدث عن السقوط كشيء يجب الهرب منه أو التستر عليه، بل كمحطة لا مفر منها، بل وضرورية لفهم الذات. في مجتمع يُعلّي من شأن الإنجاز، ويخجل من الضعف، ترفع براون صوتها لتقول: “السقوط لا يعني أنك ضعيف، بل أنك إنسان.”

في هذا القسم، تشارك الكاتبة تجربة شخصية لها، حين دخلت في نقاش حاد مع زوجها أثناء رحلة سباحة عائلية. الموقف بدأ بسيطًا، لكنه تحول إلى مشاعر من الغضب والخذلان. بدت تلك اللحظة كأنها لحظة انهيار، لكنها كشفت لها الكثير عن توقعاتها غير المعلنة، وعن الحوارات الداخلية التي تدور في ذهنها دون وعي.

هذا النوع من القصص يعكس الحقيقة التي يعرفها الكثيرون: ليست المواقف الصعبة وحدها هي التي تؤذينا، بل القصص التي نرويها لأنفسنا بعدها. فحين نسقط، كثيرًا ما نميل إلى جلد الذات، أو نبحث عن تبريرات سريعة، بدلًا من التوقف والتفكير: ماذا حدث؟ ولماذا تألمت بهذا الشكل؟

تقول براون: “السقوط هو بداية لحوار جديد مع النفس، حوار مؤلم، نعم، لكنه صادق.”
وهذا تمامًا ما يحدث لنا نفسيًا عندما نقع: نميل إلى جلد الذات، نُثقل كاهلنا باللوم والانتقاد، وننسى أن السقوط ليس نهاية الطريق، بل قد يكون بداية لفهمٍ أعمق، ومصالحة صادقة مع الذات.

لا تمجد الكاتبـة الألم، لكنها تحترمه. ترى في لحظات السقوط فرصًا لالتقاط الذات من جديد، وإعادة النظر في الأفكار التي نحملها عنا وعن الآخرين.
السقوط، في هذا المفهوم، ليس ضعفًا ولا نهاية، بل هو بداية التحول.

تعرّف على مشاعرك بدلًا من إنكارها

في عالم يُشيد بمن “يتماسك” و”يكبت”، تبدو المشاعر وكأنها نقطة ضعف يجب إخفاؤها. ولكن الحقيقة التي تُصرّ عليها برينيه براون بكل وضوح هي أن إنكار المشاعر لا يُطفئها، بل يجعلها تتحول إلى أشكال أخرى: غضبٌ مبهم، قلقٌ مزمن، أو حتى قسوة تجاه من حولنا.

تقول براون: “لا يمكنك أن تتجاوز مشاعر لا تفهمها.” وهذا هو لبّ هذا القسم: قبل أن ننهض، علينا أن نعي ما نشعر به، لا أن نحكم عليه أو ندفنه.

واحدة من القصص المؤثرة في هذا السياق جاءت من إحدى ورش العمل التي نظّمتها براون، حيث تحدثت امرأة عن فقدانها لوالدتها. كانت تردّد دائمًا: “أنا بخير… بس لازم أكون قوية عشان أولادي.” لكنها في الحقيقة لم تكن بخير. كانت تنزف داخليًا، تتألم بصمت، وتظن أن الشعور بالحزن ضعف.

عندما أُتيح لها أخيرًا أن تتحدث عن ألمها، انهارت بالبكاء وقالت جملة تلخص المعاناة: “ما كان عندي وقت للحزن.” وهنا يظهر المفارقة: تجاهل المشاعر لا يلغيها، بل يُخزّنها في الجسد والروح، حتى تنفجر في لحظة لا نتوقعها.

في ثقافتنا، كم من شخص تربّى على عبارات مثل: “شد حيلك، ما تبكي، الرجال ما يعيط، عيب تشتكي!”… كلها رسائل ترسّخ فكرة أن الشعور بالألم خطأ. لكن الحقيقة أن الشعور بالمشاعر هو أول طريق الشفاء.
يُقال في الأمثال: “اللي يكتم غيظه يختنق فيه.” وهذه ليست مجرد حكمة بل تجربة حية يعكسها كثيرون ممن حملوا آلامهم بصمت حتى أثقلتهم.

تقدم براون أدوات واقعية للتعامل مع المشاعر، منها ما تسميه “الخريطة العاطفية”، وهي ببساطة أن تتوقف، تتنفس، وتسمّي ما تشعر به بدقة: هل هو غضب؟ خيبة؟ حرج؟ غيرة؟ خوف؟ التسمية تفتح الباب للفهم، والفهم يفتح الباب للتغيير.

هذا ليس تمرينًا نفسيًا سطحيًا، بل ممارسة شجاعة تتطلب صدقًا مع الذات، وجرأة على النظر في الداخل، بكل ما يحمله ذلك من ألم واعترافات مؤجلة.

افضح القصة التي ترويها لنفسك

حين نُجرَح، لا يقتصر الألم على الحدث ذاته، بل يمتد إلى القصة التي ننسجها في عقولنا بعده. تسمي برينيه براون هذا “السيناريو الأولي” – تلك القصة العفوية التي نخلقها فور شعورنا بالأذى، وغالبًا ما تكون مليئة بالافتراضات، وسيناريوهات درامية، وأحكام قاسية.

مثلًا، إذا تأخر صديق عن الرد على رسالتك، قد تخبر نفسك: “هو يتجاهلني. أكيد ما يهمه أمري.”
لكن في الواقع، ربما كان منشغلًا، أو يمرّ بظرف صعب. القصة التي نرويها لأنفسنا ليست دائمًا الحقيقة، لكنها تشكّل واقعنا الداخلي.

تقول براون:

“الدماغ لا يحب الفجوات في الأحداث، فيملأها بقصص من خياله، لا من الحقيقة.”

وهنا تكمن الخطورة. عندما نصدق القصة الخيالية ونتصرف بناءً عليها، ندخل في دوامة من التوتر والعزلة وربما العدوانية دون سبب حقيقي.

في إحدى جلسات التدريب التي حضرتها الكاتبة، طلب منها المدرب أن تمارس جملة بسيطة لكنها قوية: “القصة التي أرويها لنفسي الآن هي…”
بهذه العبارة، نضع أنفسنا في موقع المراقب لا الضحية، فنفصل المشاعر عن الوقائع، ونمنح أنفسنا فرصة للتأمل بدل التفاعل الغاضب.

لنأخذ مثالًا قريبًا من حياتنا: امرأة تسمع زوجها يقول ببرود: “أنا مشغول الآن، ما أقدر أتكلم.”
قد تروي لنفسها فورًا: “أكيد زهق مني… ما عاد يهتم.”
لكن حين تسأل بهدوء وتتحقق، تكتشف أنه كان وسط ضغط في العمل، يحاول إنهاء مهمة عاجلة. هنا تظهر أهمية أن نتحقق قبل أن نحكم.

في ثقافتنا، نقول: “اسأل ولا تخمن.” لكننا كثيرًا ما نخالف هذه الحكمة، ونستسلم لقصصنا الداخلية دون تمحيص.

تؤكد براون أن كشف القصة الداخلية لا يعني إنكار المشاعر، بل التحقق منها. تقول:
“عندما نكشف قصتنا، نمنح أنفسنا القوة لإعادة كتابتها.”

وبهذا، تتحول القصة من سجنٍ نفسي إلى بوابة للنمو. ما كان يؤلمنا بصمت، يصبح فرصة لفهم أعمق، وحوار صادق، وتحرر من الأحكام المسبقة.

الصدق مع النفس هو الشجاعة الحقيقية

في زمنٍ كثرت فيه الأقنعة، أصبح الصدق مع الذات عملة نادرة. برينيه براون تُعيد لهذا الصدق قيمته الحقيقية، وتصفه بأنه الشجاعة في أن ترى نفسك كما هي، لا كما تودّ أن تكون.

الاعتراف بالخطأ، مواجهة ردود الفعل الانفعالية، والاعتراف بأننا لسنا دائمًا على حق — هذا كله ليس ضعفًا، بل بداية النهوض. فكما يقول المثل العربي: “اللي يعرف غلطه صحى من غفلته.”

تروي براون قصة شخصية مؤثرة في هذا السياق: ذات يوم، انفجرت غاضبة على أطفالها بعد يوم متعب في العمل، ثم جلست تبرّر لنفسها: “أنا مرهقة، هم من بدأوا الإزعاج، وأنا مضغوطة.” لكنها لاحقًا جلست مع نفسها وسألت سؤالًا صادقًا:
“هل هذا هو الشخص الذي أريد أن أكونه؟”
وكان الجواب مؤلمًا: لا.

هنا تكمن لحظة التحوّل. الصدق مع النفس لا يعني جلد الذات، بل الاعتراف: نعم، أخطأت. نعم، تصرفت بدافع من ألمي لا وعيي. لكن يمكنني أن أتغير.

الصدق هو أن تتوقف عن لعب دور “الضحية دائمًا”، أو “الصح دائمًا”، وتبدأ برؤية نفسك في المرآة، بكل ما فيك من نقص وتناقضات. هذا النوع من المواجهة يحتاج إلى قلب جريء، لا إلى صوت مرتفع.

في ثقافتنا، قد نُربّى على فكرة أن الخطأ عار، وأن الاعتراف به يُقلّل من قيمتنا. لكن الحقيقة أن الإنسان الصادق مع نفسه يحظى باحترام داخلي لا يمنحه أي تصنّع.
توضح براون أن الطريق إلى التعافي والنمو يمر عبر “بوابة الاعتراف بالواقع”، لا بتجميله. فتقول:
“الطريقة الوحيدة لتجاوز الألم هي أن نمرّ عبره، لا أن نلتفّ حوله.”

وهكذا يصبح الصدق مع الذات مثل عملية تنظيف الجرح: مؤلم في البداية، لكنه ضروري للشفاء.

الارتداد بعد السقوط يتطلب وعيًا لا سرعة

حين نقع، أول ما نبحث عنه هو النهوض السريع، وكأن الوقوف الفوري يُنسي السقطة. لكن برينيه براون تلفت انتباهنا إلى أن السرعة في التعافي ليست علامة شجاعة، بل أحيانًا وسيلة للهروب.

تقول براون:
“التعافي الحقيقي لا يحدث تحت الضغط. بل يحتاج إلى وقت، وتأمل، وشجاعة لطرح الأسئلة الصعبة.”

العودة القوية لا تعني أن نتجاهل الألم ونتصرف وكأن شيئًا لم يكن، بل تعني أن نُبطئ قليلًا، نلتقط أنفاسنا، وننظر داخلنا بصدق.

خذ مثالًا من حياتنا اليومية: شاب خسر وظيفة، فاندفع ليقبل بأي عمل دون أن يسأل نفسه: ما الذي أدى إلى ذلك؟ ماذا تعلّمت؟
في المقابل، شاب آخر جلس مع نفسه، درس أخطاءه، أعاد تقييم مساره، ثم نهض بخطة أذكى — هذا هو الفرق بين من يرتدّ بسرعة، ومن ينهض بوعي.

في إحدى القصص التي تحكيها براون، تتحدث عن امرأة عانت من خيانة صديقة مقرّبة. الكل نصحها: “انسِ الموضوع وكمّلي حياتك.”
لكنها رفضت أن تبتلع الألم دون فهمه، فدخلت في رحلة تأمل وتساؤل: لماذا آذتها الخيانة بهذه الطريقة؟ هل في داخلها حاجة غير مشبعة؟ هل كانت تتجاهل إشارات معينة؟
وحين عادت للعلاقات، كانت أكثر وعيًا بذاتها وبحدودها، لا أكثر شكًا في الناس.

“الوعي يؤلم، لكنه يحميك من تكرار نفس الدرس عشرات المرات.”

في تراثنا، نقول: “العجلة من الشيطان.” والمقصود ليس فقط التسرّع في الأفعال، بل أيضًا التسرّع في تجاوز التجارب دون أن نتعلم منها.

تشير برينيه إلى أن التسرع في “تجاوز الألم” غالبًا ما يؤدي إلى دفنه، لا شفائه، وحين يُدفن الألم حيًا، يعود على شكل غضب، خوف، أو حتى صلابة مفرطة.

لهذا، لا تتعجّل الوقوف. اجلس قليلًا على ركام السقطة، التقط الحكمة من وسط الألم، ثم انهض – لا سريعًا، بل بثقة ووعي.

ارسم حدودك وكن واضحًا مع من حولك

في ثقافتنا، نميل إلى المجاملة حتى على حساب أنفسنا، نخشى أن نقول “لا” كي لا نُفهم خطأً، ونؤجل قول الحقيقة لنحافظ على العلاقات. لكن برينيه براون تكشف أن عدم الوضوح هو أصل كثير من الألم.

تقول: “الوضوح لطف. عدم قول ما نقصده يجعلنا نحمل الآخرين مسؤولية مشاعر لم يعرفوا بها.”

أن تضع حدودًا لا يعني أن تكون قاسيًا، بل يعني أنك تحترم نفسك وتعلم الآخرين كيف يتعاملون معك. مثلما يقول المثل: “اللي ما يحط حدوده، الناس تدوس عليه.”

تحكي براون قصة إحدى مشارِكات ورشاتها، وهي امرأة دائمًا ما كانت توافق على كل طلب يُعرض عليها: رعاية أطفال الآخرين، إنجاز أعمال لا تخصها، حضور مناسبات لا تودّها. والنتيجة؟ إنهاك داخلي وغضب دفين.
لكنها حين بدأت تقول “لا” بلطف، لم تخسر علاقاتها، بل شعرت بأنها أقرب للناس وأكثر صدقًا معهم.

“العلاقات القوية لا تُبنى على التضحية الصامتة، بل على الوضوح الصادق.”
هذا ما تؤكده برينيه. أن تقول ما تشعر به، وما تحتاج إليه، هو فعل محبة، لا عداء. وهو خطوة نحو النهوض بثبات.

في مجتمعاتنا العربية، كثيرًا ما نربط الصبر بالتنازل، وكأننا مطالبون بالتحمل حتى آخر رمق، بصمتٍ يُفهم على أنه رضا. لكن الصبر لا يعني أن تسكت عمّا يؤذيك، بل أن تمتلك القدرة على إدارة الموقف بحكمة واتزان، دون أن تتنازل عن نفسك أو كرامتك.

الحدود ليست جدرانًا تعزلنا، بل جسور تبني علاقة صحية بين “أنا” و”أنت”.
“أنا أقدّر وجودك، لكن لا أستطيع تلبية هذا الطلب.”
عبارة بسيطة، ولكنها تُغنيك عن مشاعر الاحتراق الداخلي.

تذكرنا براون أن وضع الحدود لا يكون فعالًا إلا إذا اقترن بالوضوح الداخلي أولًا. من لا يعرف ماذا يريد، لا يستطيع أن يضع حدوده. ولهذا، العودة إلى الذات هي البداية دائمًا.

في النهاية – النهوض ليس نهاية الطريق بل بدايته

في ختام كتاب النهوض بقوة، يتبيّن لنا أن السقوط ليس لعنة، بل فرصة متنكرة. برينيه براون لا تقدم وصفة سحرية للنجاة، بل تفتح أعيننا على حقيقة بسيطة، لكنها مؤلمة أحيانًا: “الشجاعة لا تعني ألّا نسقط، بل أن ننهض من جديد بوعي وصدق.”

النص جميل جدًا ويحمل عمقًا معبرًا، إليك صياغة متناسقة ومنسجمة مع تدفق فكرتك:

لذلك، يجب أن نكون أكثر رحمة بأنفسنا، وأكثر صدقًا في مواجهة هشاشتنا، لأن القوة الحقيقية لا تكمن في لحظات الانتصار فقط، بل في قدرتنا على الوقوف من جديد بعد كل انكسار.

في كل لحظة ألم، تكمن بذرة تغيير، وفي كل خيبة، تكمن فرصة للتحول، إذا تجرأنا على مواجهتها بصدق وشجاعة.
لأن الوقوف من جديد لا يعني النسيان، بل يعني المصالحة مع الذات، والفهم العميق، والتعلم المستمر.
فالنهوض ليس نهاية الطريق، بل هو بدايته الحقيقية…

Click to rate this post!
[Total: 0 Average: 0]