ملخص كتاب أسرار عقل المليونير

ما هو الفرق بين عقلية الغني وعقلية الفقير؟
في مستهل كتابه، يأخذنا “ت. هارف إيكر” في رحلة نفسية عميقة، لا تبدأ من حساب البنك، بل من الطريقة التي يفكر بها الإنسان تجاه المال. يضع الكاتب قاعدة ذهبية تشبه قول: “النية مطية”، فنية الإنسان تجاه المال، وموقفه منه، هي ما تحدد مستقبله المالي.
يقول إيكر:
“اعطني خمس دقائق لأعرف كيف تفكر عن المال، وسأخبرك بمستقبلك المالي.”
هذا التصريح ليس مبالغة، بل خلاصة تجربة جمع فيها إيكر بين دراسته الذاتية وتجارب من صاروا أغنياء بالفعل. فالغني – بحسبه – لا يملك فقط حسابًا ممتلئًا، بل يحمل في عقله “مخططًا ذهنيًا” مختلفًا. هذا المخطط هو ما يسميه بـ “الملف المالي” (Money Blueprint)، وهو مزيج من الأفكار والمعتقدات التي تشكّلت منذ الطفولة، بفعل ما سمعناه من والدينا، ومعلمينا، والمجتمع من حولنا.
خذ مثلًا مألوفًا في البيوت العربية: كثيرًا ما نسمع أحد الوالدين يقول لطفله: “المال لا يأتي من الشجر” أو “نحن لا نشتري إلا الضروري”. هذه العبارات قد تزرع في الذهن الصغير خوفًا أو كرهًا خفيًا للمال، وتخلق شعورًا بأن الغنى شيء بعيد أو حتى سلبي. بينما في الجهة المقابلة، يتربى الطفل في بيت آخر يسمع فيه: “المال وسيلة، وإذا أتقنت استخدامه، سيفتح لك الأبواب”. والفرق بين العبارتين، هو الفرق بين تفكير الفقير وتفكير الغني.
يحكي إيكر عن نفسه قصة بسيطة لكنها معبّرة: بدأ حياته من لا شيء، حاول مرارًا أن يصبح ثريًا، لكنه في كل مرة كان يعود إلى نقطة الصفر. حتى أدرك أن المشكلة لم تكن في السوق، ولا في الحظ، بل في “نموذجه الداخلي عن المال”. حين غيّر هذا النموذج، تغيّر كل شيء. يقول: “إن كنت تريد أن تغيّر الثمار، عليك أولًا أن تغيّر الجذور.”
ويشبّه الكاتب المال بالشجرة: الجذور هي تفكيرك، الجذع هو أفعالك، والثمار هي النتائج المالية. معظم الناس – كما يقول – يحاولون إصلاح الثمار بينما يتجاهلون الجذور، وبهذا يظلون يكررون نفس النتائج، مرة بعد مرة.
هذه هي فلسفة إيكر:
الغنى ليس مهارة فقط، بل عقلية، والفقر ليس قدرًا، بل نموذج ذهني موروث يمكن تغييره.
الملف المالي – برمجة المال في العقل الباطن
يغوص “ت. هارف إيكر” في هذا القسم، في عمق العقل البشري، وتحديدًا في العقل الباطن، ليفسّر كيف يتكوّن ما يسميه بـ الملف المالي. وهو ببساطة: البرمجة الذهنية التي يحملها كل شخص تجاه المال، النجاح، الغنى، وحتى الفقر.
هذه البرمجة، بحسب إيكر، لا تُخلق من فراغ. بل تُبنى منذ الصغر، كما تُبنى القيم والعادات، من خلال ما سمعناه، ورأيناه، وتعرّضنا له داخل محيطنا الأسري والثقافي.
يقول الكاتب: “كل واحد منا تمت برمجته ليكون غنيًا أو فقيرًا، سعيدًا أو تعيسًا، ناجحًا أو فاشلًا، وذلك من خلال تجاربه المبكرة.”
في المجتمعاتنا، نجد أمثلة كثيرة على هذه البرمجة. مثلًا، حين يرى الطفل أباه يشتكي دائمًا من ضيق الحال، أو يسمع أمه تردد عبارة: “المال لا يدوم” أو “الأغنياء طغاة”. دون أن يدري، يبدأ هذا الطفل في تكوين علاقة مشوّهة مع المال، أساسها الخوف، أو الشك، أو الشعور بالذنب.
ويشبّه إيكر الملف المالي ببرنامج كمبيوتر. فإن كنت تحمل في جهازك برنامجًا بدائيًا، فلن تتوقع منه نتائج متقدمة. كذلك الأمر مع عقلك: إن كان مبرمجًا على “النقص”، فسيتصرف تلقائيًا بطريقة تُنتج الفقر، حتى لو حققت دخلًا جيدًا في بعض المرات.
يحكي الكاتب عن رجل ربح مبلغًا ضخمًا في اليانصيب، ولكنه بعد سنة واحدة فقط عاد فقيرًا كما كان. لماذا؟ لأنه لم يكن مستعدًا نفسيًا أو عقليًا لإدارة هذا المال. الملف المالي الذي يحمله كان يقول له: “أنا لا أستحق هذا الغنى”، وفعليًا تصرّف تبعًا لهذا الاعتقاد حتى خسر كل شيء.
في المقابل، بعض الأشخاص الذين ينشؤون على مبادئ إيجابية حول المال، حتى لو خسروا أموالهم، يعودون بسرعة إلى القمة. لأنهم ببساطة يملكون “ملفًا ماليًا غنيًا” يدفعهم إلى اتخاذ قرارات ناجحة باستمرار.
ويقدّم إيكر قاعدة مفصلية:
“لا يمكنك أن تتفوّق على نموذجك الداخلي للمال. إذا كان ملفك المالي مضبوطًا على مستوى معين، فكل ما تفعله خارجه سيكون مؤقتًا.”
هذا يفسّر لماذا نجد البعض، رغم اجتهادهم وتعبهم، لا يستطيعون كسر حاجز دخل معين. وكأنهم عالقون في سقف زجاجي غير مرئي. هذا السقف هو برمجتهم العقلية غير الواعية.
ومن هنا، يوجّه إيكر القارئ إلى أول خطوة في التغيير: الوعي. أن تصبح واعيًا بالبرمجة التي تلقيتها، وتسأل نفسك: ما العبارات التي ترسّخت بداخلي عن المال؟ من أين تعلمت أن المال خطر؟ أو أن الغنى فساد؟ أو أن الفقر فضيلة؟
الوعي هو الخطوة الأولى، يليه التحرر من هذه البرمجة القديمة، واستبدالها بنموذج جديد يدعم الغنى والنجاح المالي.
قواعد الثروة السبع عشرة (17 قاعدة)
يؤمن “ت. هارف إيكر” أن هناك فرقًا جذريًا في طريقة تفكير الأغنياء مقارنةً بغيرهم. ليس المقصود هنا فقط من يملك المال، بل من يملك عقلية تُنتج المال بشكل مستمر. يشبّه الأمر بحالة الأرض: إن زرعت أفكارًا غنية، ستجني ثمارًا غنية.
فيما يلي أبرز هذه القواعد:
1. الأغنياء يعتقدون: “أنا أصنع حياتي” – الفقراء يعتقدون: “الحياة تحدث لي”
هذه أول قاعدة وأهمها. فالعقلية الغنية لا تلعب دور الضحية، بل تتصرّف كقائد. صاحب هذه العقلية يتحمّل مسؤولية نجاحه أو فشله، ولا يعلّق النتائج على شماعة الدولة أو الظروف أو الناس.
يحكي إيكر عن رجل دائم الشكوى من رئيسه ومن السوق، لكنه لم يسأل نفسه يومًا: “ما الذي يمكنني فعله لتغيير وضعي؟” بينما كان صديقه – الذي نشأ في نفس الحي – قد بدأ مشروعه الخاص، وتعلم كيف يدير وقته وماله.
2. الأغنياء يركّزون على الفرص – الفقراء يركّزون على العقبات
حين تُطرح فكرة استثمار أو مشروع، الشخص ذو التفكير الفقير يبدأ مباشرة بالتحذيرات: “وإذا فشل؟ وإذا خسرنا؟ وإذا لم ينجح؟” بينما الغني يسأل: “كيف يمكنني أن أجعلها تنجح؟ ومن يمكنه مساعدتي؟”
يحكي الكاتب عن مستثمرين يدخلون في نفس السوق، أحدهم يربح والآخر يخسر. السبب؟ الأول يرى “الفرص” والثاني لا يرى إلا “العقبات”.
3. الأغنياء يعظّمون قيمة أنفسهم – الفقراء يقلّلون من شأن أنفسهم
الغني لا يرى نفسه عاديًا، بل يؤمن أنه يستحق الثروة، ويملك ما يقدّمه للناس. لا يتردّد في تسعير عمله أو خدماته بطريقة عادلة تعكس قيمته.
يروي إيكر قصة امرأة كانت تبيع منتجات يدوية بأسعار زهيدة لأنها لا ترى قيمة حقيقية في عملها، بينما أخرى تقدّم نفس المنتج بسعر أعلى، وتبيع أكثر! لأن الثقة تنعكس في تسويق الذات.
4. الأغنياء يفكرون في الربح الشامل – الفقراء يفكرون في “إما أنا أو أنت”
العقلية الفقيرة تنظر إلى المال كمنافسة صفرية: إذا ربحتُ، فأنت ستخسر، والعكس. بينما الغني يرى المال كوسيلة لخلق فائدة للطرفين. يربح هو، ويربح العميل، ويربح الموظف.
هذه النظرة تفتح الأبواب للشراكات والتعاون، بدلاً من الحسد والمقارنة.
5. الأغنياء يتعاملون مع المال كأداة قوية – الفقراء يعتبرونه مصدر توتر
العقلية الغنية لا تخاف من المال، بل ترى فيه أداة لتحقيق الأمان والحرية وخدمة الآخرين. بينما ترى العقلية الفقيرة المال كعبء، أو شيء يجب التخلص منه بسرعة، أو حتى سببًا للمشاكل.
يقول إيكر: “المال يُبرز من تكونه بالفعل. إذا كنت طيبًا، ستصبح أطيب بالمال، وإذا كنت بخيلًا، فستصبح أشد بخلًا.”
6. الأغنياء يتعلّمون وينمون باستمرار – الفقراء يظنون أنهم يعرفون كل شيء
العقلية الغنية لا تتوقف عن التعلم، تقرأ، تحضر ورش عمل، تبحث عن مدربين. بينما العقلية الفقيرة غالبًا ما تقول: “أنا أعرف، لا أحتاج هذا.”
هنا يستشهد إيكر بمبدأ بسيط: “الناجحون يسألون: كيف يمكنني أن أتعلّم هذا؟ بينما غيرهم يسألون: لماذا لا أستطيع فعل هذا؟”
7. الأغنياء يصاحبون الناجحين والأثرياء – الفقراء يصاحبون المتذمّرين والفاشلين
يقول إيكر: “الطاقة معدية… صحبة الفقراء فكريًا ستجرك معهم، وصحبة الأغنياء سترفعك فكريًا وماليًا.”
في مجتمعاتنا، نسمع دائمًا: “الصاحب ساحب.” وهذا حقيقي. إذا كنت محاطًا بأشخاص ينظرون للحياة بسوداوية، سيصعب عليك رؤية النور. أما إذا كنت محاطًا بطموحين، فسترتفع بمجرّد الاحتكاك بهم.
8. الأغنياء يحبّون الترويج لأنفسهم وقيمتهم – الفقراء ينظرون للترويج بسلبية
يعتقد بعض الناس أن الترويج للذات “تبجّح” أو “غرور”. لكن الأغنياء يرونه وسيلة لنشر القيمة والتأثير. الطبيب الناجح يُظهر كفاءته، ورائد الأعمال يروّج لمشروعه لأنه يؤمن به.
في عالم اليوم، من لا يُظهر نفسه، يُنسى. وقديمًا قيل: “من مدح السلعة باعها.”
9. الأغنياء أكبر من مشاكلهم – الفقراء أصغر من مشاكلهم
الفرق هنا جوهري. الأغنياء لا يهربون من المشاكل، بل يواجهونها، ويتعلمون منها. أما الفقراء، فإن أول عقبة تجعلهم ينسحبون.
يقول إيكر: “لا تتمنَّ أن تكون المشاكل أصغر، بل تمنَّ أن تكون أنت أكبر.”
10. الأغنياء يتقاضون أجرًا مقابل النتائج – الفقراء يتقاضون أجرًا مقابل الوقت
الفرق بين موظف يتقاضى بالساعة، وبين رائد أعمال يُكافأ على قيمة ما ينتجه. الأغنياء يفضّلون ربط دخلهم بالإنجاز، لا بعدد الساعات.
هذا المفهوم مغيّر للحياة. في ثقافتنا، نعرف أشخاصًا يعملون ليلاً ونهارًا، لكن دخلهم محدود. بينما غيرهم يعملون بذكاء، ويكسبون أكثر.
11. الأغنياء يركّزون على صافي الثروة – الفقراء يركّزون على الدخل الشهري
الدخل مهم، نعم، لكن ما يهم أكثر هو ما تبقيه وتستثمره. قد يكون لديك راتب عالٍ، لكن إن صرفته كله، فأنت لا تزال فقيرًا.
يركّز الأغنياء على تنمية أصولهم: العقارات، الأسهم، المشاريع، بدلًا من استهلاك كل ما يكسبونه.
12. الأغنياء يديرون أموالهم جيدًا – الفقراء يهملون إدارة المال
العقلية الفقيرة تقول: “لما يصير عندي فلوس، أبدأ أرتّب أموري.” بينما الغني يرتّب أموره أولًا، فيبدأ ينمو ماله.
يقترح إيكر نظامًا بسيطًا: تقسيم المال إلى حسابات واضحة – للادخار، للاستثمار، للمتعة، للتعلم، وللصدقات. بهذه الطريقة، تبني عادة التحكم المالي حتى من دخل بسيط.
13. الأغنياء يجعلون المال يعمل لصالحهم – الفقراء يعملون من أجل المال
الغني لا يركض دائمًا خلف المال، بل يستخدم المال ليولد المزيد من المال. يستثمر، يبني مشاريع، أو يدخل شراكات مدروسة.
في ثقافتنا، نقول: “المال لا يلد إلا بالعمل.” لكن إيكر يضيف: “والعمل الذكي يولّد مالًا يعمل من أجلك، لا العكس.”
14. الأغنياء يتصرّفون رغم الخوف – الفقراء يدعون الخوف يوقفهم
الخوف شعور طبيعي، لكنه لا يجب أن يكون عذرًا للجمود. الفقير يقول: “وماذا لو فشلت؟” والغني يقول: “سأتعلّم إن فشلت.”
الفرق في الرد على الخوف، لا في غيابه. وكما يقول إيكر: “الشجاعة ليست غياب الخوف، بل التقدّم رغم وجوده.”
15. الأغنياء يتعلّمون من الناجحين – الفقراء يظنون أنهم يعرفون أفضل
يحذر إيكر من الغرور الفكري. لا أحد يعرف كل شيء. الأغنياء يطلبون النصح، يدفعون لمدرّبين، يتبعون من سبقهم في النجاح.
العقلية الغنية تُحب التعلم، لأنها ترى نفسها دائمًا في طور النمو.
16. الأغنياء يختارون أن يكونوا أغنياء – الفقراء يتمنون أن يكونوا أغنياء
الفرق بين “الاختيار” و “التمنّي” كبير. الفقير يقول: “ياليتني أملك كذا…” بينما الغني يقول: “سأفعل ما يلزم لتحقيق كذا.”
الأول ينتظر الحظ. الثاني يصنع الحظ.
17. الأغنياء يلتزمون بالثراء – الفقراء يتمنونه فقط
الالتزام يعني السير في الطريق رغم التحديات، تعلم المهارات، وإعادة المحاولة بعد الفشل.
يختم إيكر بقوله: “عندما تلتزم حقًا بأن تصبح غنيًا، فالكون بأكمله يبدأ بمساعدتك.”
كيف تغيّر نموذجك المالي؟ – خطوات تطبيقية لإعادة برمجة العقل المالي
يدخل “تي. هارف إيكر” في هذا القسم إلى منطقة التنفيذ العملي، حيث لا تكفي المعرفة وحدها، بل يجب أن تبدأ بإعادة تشكيل جذور تفكيرك تجاه المال. يشبّه المؤلف النموذج المالي المزروع في العقل بـ”البرنامج الداخلي”، ويقول:
“إذا كنت تريد تغيير ثمار حياتك، فعليك أولًا أن تغيّر جذورها. وإذا كنت تريد تغيير النتائج المرئية، فعليك تغيير السبب غير المرئي.”
أولاً: افهم برمجتك القديمة
قبل أن تبدأ أي تغيير، عليك أن تطرح على نفسك:
- ما الذي كنت أسمعه عن المال في صغري؟
- ما الذي كنت أراه في بيئتي؟
- كيف كان والداي يتعاملان مع المال؟
يقول إيكر إن هذه المعتقدات تتسلل إلينا بلا وعي. مثلًا، من تربى في بيت يُكرّر فيه القول: “المال وسخ دنيا”، أو “الأغنياء أنانيون”، فحتماً سيواجه صراعًا داخليًا حين يبدأ بكسب المال، لأنه سيشعر – دون وعي – بأنه يخون تلك المبادئ التي تربى عليها.
ثانيًا: راقب حواراتك الداخلية
كلما بدأت فكرة مالية تظهر، اسأل نفسك:
هل هذه الفكرة تدعمني أم تحدّني؟
هل هذه القناعة تخدمني أم تؤذيني؟
العقل الفقير يردد: “لن أستطيع ذلك.”
بينما العقل الغني يقول: “كيف يمكنني تحقيق ذلك؟”
ثالثًا: استبدل المعتقدات المقيّدة بمعتقدات داعمة
يقترح الكاتب تقنية ثلاثية:
- الوعي: اعرف أنك تحمل معتقدًا ماليًا سلبيًا.
- الفهم: أدرك من أين أتى هذا المعتقد (غالبًا من الأهل أو المجتمع).
- التحرر والاستبدال: قرر أن تستبدله بقناعة إيجابية.
مثلًا:
- بدلًا من “المال لا ينمو على الأشجار”:
قل لنفسك: “الفرص كثيرة حولي، وأنا قادر على خلق الثروة.” - بدلًا من “الغني لا يدخل الجنة”، والتي يُساء فهمها كثيرًا:
استحضر قول النبي ﷺ: “نِعم المال الصالح للرجل الصالح.”المال في يد الصالح نعمة، لا نقمة.
رابعًا: استخدم التصريحات اليومية
هذه من أقوى الأدوات التي يوصي بها إيكر. أن تردّد بصوت عالٍ كل يوم عبارات إيجابية مثل:
- “أنا أتحكم في مالي، ومالي يخدمني.”
- “أنا أستحق أن أكون غنيًا، لأنني أقدّم قيمة حقيقية.”
- “كل يوم أقترب أكثر من الحرية المالية.”
والمهم ليس ترديدها فقط، بل أن تشعر بها، أن تعيشها.
خامسًا: ابدأ بالخطوات الصغيرة الفورية
من دون تطبيق، يبقى كل ما سبق مجرد كلام. لذا، ينصح الكاتب ببدء إجراءات عملية:
- افتح حسابات مالية مخصصة (كما في نظام القوارير الست).
- خصّص نسبة ثابتة من دخلك للاستثمار، حتى لو كانت 5%.
- اشترِ كتابًا أو احضر دورة في المال.
- غيّر دائرة معارفك تدريجيًا لتشمل من يفكّرون بشكل مختلف ماليًا.
الغاية من كل ذلك هي خلق هوية مالية جديدة. وهذا التغيير لا يحدث في ليلة، لكنه يبدأ من قرار. قرار واحد صادق، يتبعه التزام مستمر.
خلاصة القول – اصنع قدرك المالي بيدك
يختم إيكر هذا الفصل بقوله:
“أنت من تكتب قصتك المالية الجديدة، وأنت من يحدد سقف نجاحك.”
“غيّر جذورك، تتغيّر فروعك.”
“ليس الفقر عيبًا، ولكن الاستسلام له هو العار.”
خطة مالية لتحقيق الثراء الدائم – توزيع الدخل ونمط الحياة المالي
يقدّم لنا “تي. هارف إيكر” في هذا الجزء من كتاب “أسرار عقل المليونير” نظامًا بسيطًا وفعّالًا لإدارة المال، يمكن لأي شخص تطبيقه بغض النظر عن حجم دخله. الفكرة الأساسية تقوم على أنك لن تصبح غنيًا بما تكسبه، بل بما تديره وتحتفظ به وتطوره.
يقول: “إذا لم تتحكم في أموالك، فسوف تتحكم هي فيك.”
الجرار الستّة لأسرار عقل المليونير
يقترح الكاتب تقسيم الدخل الشهري إلى 6 أقسام أو “جرار” مالية، لكل منها وظيفة واضحة.
وإليك تفاصيلها:
1. الضروريات – 55%
هذه تشمل نفقاتك الأساسية كالإيجار، الطعام، المواصلات، الفواتير…
يُوصي بألا تتجاوز الضروريات أكثر من 55% من دخلك، حتى لو اضطررت لتقليل نمط حياتك.
تذكر: “إذا أنفقت كل دخلك على الضروريات، فلن يتبقى شيء لبناء الثروة.”
2. الحرية المالية – 10%
هذا هو جَرك الذهبي – المال الذي سيمنحك الحرية لاحقًا.
يُستثمر فقط، ولا يُنفق أبدًا. يُستخدم فقط لشراء أصول تولد دخلاً (كعقار أو أسهم أو مشروع).
حتى لو كانت 10% مبلغًا بسيطًا، العبرة بالاستمرار.
3. الادخار للمتعة الكبرى – 10%
توفّر فيه لأهداف كبيرة مستقبلية: سيارة، سفر، زفاف، دورة تدريبية…
تتجنب الديون وتجهز نفسك للاستمتاع دون توتر.
4. التعليم والتطوير الذاتي – 10%
المال الذي تستثمره في نفسك: كتب، دورات، ورش، مهارات…
يقول إيكر : “تعليمك هو أهم استثمار يمكنك القيام به.”
5. الترفيه – 10%
نعم، جزء من المال يجب أن يكون للمتعة والراحة النفسية.
افعل شيئًا ممتعًا كل شهر دون شعور بالذنب.
فكما يُقال: “النفس إن لم تُروّح تَعبت.”
6. الصدقة أو العطاء – 5%
خصص جزءًا للعطاء.
سواء زكاة أو تبرعات أو دعم لأحد.
المال لا يزدهر فقط بالإدخار، بل بالعطاء أيضًا.
“ما نقص مال من صدقة.”
عادات مالية يومية لبناء الثروة
لا يكتفي هارف إيكر بتقسيم المال، بل يوصي بعادات ثابتة:
- سجل مصروفاتك يوميًا أو أسبوعيًا. فالمعرفة قوة.
- احتفل بكل دخل جديد – حتى الهامشي. اجعل المال شيئًا إيجابيًا في حياتك.
- اقرأ عن المال ولو 10 دقائق يوميًا.
- تحدث عن المال بإيجابية، وامدح من نجحوا بدلًا من الحسد أو التقليل.
- اختر دائرتك بعناية – فالناس الذين تخالطهم يبرمجونك من حيث لا تدري.
خلاصة القول – الثروة عادة قبل أن تكون حسابًا مصرفيًا
الثراء ليس فقط في رصيد البنك، بل في نمط التفكير والتصرف اليومي.
الذين يتعاملون باحترام مع المال، ويتقنونه، يحظون بعلاقة ناجحة معه.
إن طبقت هذه القواعد بشكل صادق، وباستمرارية، فلن تكون الثروة احتمالًا… بل نتيجة منطقية.
ختاما- الغنى يبدأ من الداخل وليس من الخارج
يُؤكّد “تي. هارف إيكر” في نهاية كتابه أن الثراء ليس مالًا في البنك، بل حالة ذهنية ونفسية تنبع من الداخل. كثير من الناس يسعون للغنى بتبديل الوظائف أو ملاحقة الفرص أو حتى المغامرة في مشاريع، لكنهم ينسون أهم شيء: برمجة الذات من الداخل لتكون غنية أولًا.
“النجاح الخارجي هو انعكاس مباشر لما في داخلك.” – تي. هارف إيكر
وهذا بالضبط ما يشرحه إيكر: إذا كانت برمجتك الداخلية مليئة بالخوف، والشك، والمعتقدات السلبية حول المال، فلن يفيدك حتى لو ربحت ثروة من اليانصيب، لأنك – عاجلًا أو آجلًا – ستخسرها.
وقد قالها بنفسه: “إذا لم تكن لديك البرمجة الداخلية للنجاح، فلن يدوم النجاح في حياتك.”
التغيير الحقيقي – من الداخل إلى الخارج
من هذا المنطلق، لا فائدة من أدوات إدارة المال، أو الجرار الستّة، أو قواعد الثراء، ما لم تبدأ بتغيير النموذج المالي الداخلي. وهذا التغيير لا يتم بكبسة زر، بل بالوعي أولًا، ثم بالممارسة اليومية، وتكرار العبارات الداعمة، واختيار البيئة المناسبة، وتحدّي الأفكار الموروثة.
كل فكرة قديمة عن المال يجب أن تمر من غربال النقد، لتعرف هل هي تخدمك، أم تعيقك.